نواصل اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان الكريم مع حديث الحبيب الذى يبحر بنا فى معانى الإسلام والإيمان والإحسان وأمر الساعة وعلاماتها والذى جاء فى شكل أسئلة من جبريل وإجابات من الرسول صلى الله وعليه وسلم لنتعلم منها، وهو أسلوب تربوى وتعليمى ثبتت فاعليته وتأثيره.

وقوله صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل أخبرنى عن الإحسان، قال: (الإحسان أن تعبدالله كأنك تراه)

وهذا مقام المشاهد لأن من قدر أن يشاهد الملك إستحى أن يلتفت إلى غيره فى الصلاة، وأن يشغل قلبه بغيره ومقام الإحسان مقام الصديقين ، ويعد الإحسان مرتبة عالية تلى الاسلام والإيمان، ويعنى أن نعبد الله على بصيرة، فنكون مراقبا لحالك مع الله متقنا لعملك، وورد لفظ الإحسان بمشتقاته فى القرآن الكريم 12 مرة وجاء بالقرآن ذكر لثمرات الإحسان وأعظمها

قال الله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) يونس:26

والزيادة كما جاء فى التفسير النظر إلى وجه الله فما أعظم جزاء الإحسان ، والإحسان أنواع : - إحسان فى عبادة  الله والإحسان للوالدين والإحسان للجار ، والإحسان لليتامى والمساكين، والإحسان فى المعاملات التجارية ،والإحسان فى الكلام وغيره من معانى الإحسان.

وقوله صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل عن الساعة فقال :(ما المسئول عنها بأعلم من السائل)

هذا الجواب يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايعلم متى الساعة، فعلم الساعة مما أستأثر الله تعالى به قال الله تعالى (إن الله عنده علم الساعة )

وقال تعالى ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو، ثقلت فى السموات والأرض لاتأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لايعلمون )  الأعراف :187

قال عليه السلام فأخبرنى عن أماراتها قال (أن تلد الأمة ربتها) ومعناه إن الإماء يلدن الملوك

وقوله صلى الله عليه وسلم وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاه يتطاولون فى البنيان)  أى الفقراء وعديمى الحيثية الحفاة يعلو شأنهم .

وقوله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم دليل على أن الإيمان بالقدر واجب

وعلى وجوب الرضا بالقضاء والقدر .
-----------------------
بقلم: نجوى طنطاوي

حلقات " مع الحبيب والأربعين النووية "